نصوص هايكو بقلم: رضا ديداني ديداني





~قصف لعين   

الصرخة المعلقة في الجدار،

      دمية الطفل!

 


    ظل الموت~

يتأرجح على جدار صورتك،

      جثة الأمس!

 


أصابعك الأخيرة~

رقصت مثل ورقة الخريف،

     أيها القتيل!

 


  زهور غزة~

بغبارها تنشر رائحة الجنة،

      أطفال المجزرة!

 

   

    #رضا ديداني ديداني

Didani Ridha

نصوص هايكو بقلم: أنور الأغبري

 




نصوص هايكو
في الزقاق
يتعقب سرب نحل
القاطفة!
___
طوق فُل
على جيد السمراء
جمال وتألق!
___
باللون الزهري
شفاه المذيعة يوصف
جمال الحدائق!
___
شجرة السدر
هزة تلو هزة
تتساقط الثمار!
___
حقول التوليب
لا تلفت إنتباه أحد
نخلة باسقة!
___
قارب ورقي
خيال طفل يتوه
في البحر!
___
يوم ماطر
تحت شرفتي يحتمي
عاشقان!
___
إضمامة بالونات
خيال طفلة تتوه
في الأعالي!
___
نسيم الصباح
إلى فراشات بيضاء
يتحول حقل اللوز!
___
ورقة ذابلة
على حافة الحقل
يسقط العجوز وعصاه!
______
أنور الأغبري
اليمن


جوجيوهكا بقلم : كال مناع عيسى

 




أوراق الخريف

تعزف موسيقاها الريح

طقوس دارجة

الشجرة تخوض التجديد

براعم الموسم تطل خجلة.


إلى وعد بقلم: الطيب عمر السنوار






إلى وعد³

وعد،

أكتب إليكِ كما يكتب المطر على التراب قبل أن يجف، أكتب لأن في صدري بلادًا لم تخرج منها الحرب بعد، ولأن اسمكِ وحده ما زال الشيء الوحيد الذي لا يحترق.

أتذكرين؟

كنا نخطّط لكل شيءٍ ببراءة الذين يظنون، أن الغد وعدٌ لا يخلف نفسه... كنا نرسم بيوتًا صغيرةً على الورق، بابها أزرق مثل عينيكِ حين تضحكين، ونافذتها تطلّ على ضوءٍ هادئٍ لا يشبه المدن، ولا يشبه الخرائط التي كُتب الفقد عليها...كنتِ تقولين:

"سنسكن بيتًا من حبٍّ لا تصل إليه الحروب" وكنتُ أصدّقكِ، كان في ظننا الواهن، أن الحروب دائمًا ما تأتي من الخارج، لكن وللأسف يا وعد؛ ولدت بين الأصابع التي كانت ترتجف حين تمسك الحلم... كنا نحلم بالبحر، أن نركض حفاةً على الرمل، أن نرسم أسماءنا على الرمل، ونضحك حين يبتلعها الماء، ويكأنّنا نختبر الخسارة مبكرًا دون أن نعرف... كنا نعيش، ببساطةٍ لا تشبهنا الآن،

نضحك على الفقر كأنه صديق، نخفي الخوف في جيب الوقت، ونقول: الأيام ستلين لنا كما يلين الحجر تحت ذخات المطر،  لكن المطر تغيّر يا وعد، أصبح يحمل في كل قطرةٍ منه رائحةَ رمادٍ قادم.

ثم جاءوا.

ليسوا رجالًا من نارٍ فقط، لكنهم من أشتات، أشتات العدم، جاؤوا ومعهم أصواتٌ تعرف كيف تمزّق الصمت، وخرائطٌ لا تعرفنا...

جاؤوا فاحترقت المدينة كما يحترق صدرُ عاشقٍ ضيّع وعده.

كنتِ هناك.

كنتُ أراكِ من بعيدٍ تركضين بلا وجهة، شعركِ يشتعل بضوءٍ لم أعرفه من قبل، كأن فيكِ شمسًا صغيرة تدلني عليك، حتى وأنا أهرب...

في الطريق إلى المجهول، كنت أسمع الأطفال يبكون كأنهم يسألون أباءهم:

“هل هذه هي الحياة التي وعدتنا بها الكتب؟”

الجميع صامتون، يشاهدون، يوثقون خرابهم، يلقون بيوتهم خارجًا، يبيعون بثمنٍ بخسٍ، يبيعون كل شئ؛ حتى الوطن.

كلّ شيءٍ سقط يا وعد،

الحارات البعيدة، القرى، المدن والوجوه، الأزقة التي شهدت خطواتنا، المقهى الذي كنا نحلم أن نشتريه يومًا، كلّ شيءٍ سقط… حتى الزمن.

الآن الأيام تُقاس بعدد الانفجارات، والليالي تُحسب بكم جثةٍ مرّت دون أن تُغسل، لم نعد نعرف من مات ومن عاش، ولا من بقي منّا داخل جسده، ومن نزح منه قبل أن يغادر المدينة.

حين رحلتُ،

كان على كتفيّ غبار الشوارع التي فقدت أسماءها، و في جيبي مفتاح بيتٍ لم يعد له باب.

لم ألتفت...

كنتُ أعرف أن الالتفات يعني البكاء،

وكنتُ أريد أن أحمل صورتكِ كما هي:

حية، مبتسمة، غير مبلّلةٍ بالدم...

وعد،

تعبت، تعبت من الكتابة، من المشاوير البعيدة، من الأرصفة التي تشبه الانتظار، ومن التفاصيل الصغيرة التي تنهش القلب كلما مرّت في الذاكرة، لكنّي سأظل أكتب، حتى ينقضي الحبر، حتى تجفّ اللغة في فمي، حتى أفرغ من نفسي تمامًا، سأقص عليك خبري، كما لم أقص من قبلُ.


الطيب عمر 

*تأمل* بقلم: حم كلك طوبال

 





*تأمل*

بدجى الليلِ

 أشردُ بكأسِ نبيذٍ

 مابينَ ماضٍ وحاضرٍ

تقلبني ذكرياتٌ

فوق رصيفِ الذاكرة

 يستوقفتي حدودُ الصمتِ

لأكتبَ قصيدةًبلا عنوانْ

دفتراً ممزقاً يهاجرُ

بموكبِ قلمٍ مكسور

بخاصرةِ كتابٍ مهجورٍ

 وَرَفٍّ أثقلهُ الغبارْ****

              حم كلك طوبال الحزين


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات