حين وجدتكِ
أحمد العبيدي
كنتُ أبحث عن ظلّي في
وجوه الناس،
أتلمّسُ طريقًا يردّ
لي نفسي التي ضاعت في الزحام،
وكنتِ أنتِ الجوابَ
المخبّأ في الغيب،
طلعتِ عليَّ كالفجر،
فأطفأتِ تعبَ السنينَ
بنظرةٍ واحدة.
حين وجدتكِ،
توقّفَ الضياع،
وسكتت كلُّ الأصوات
إلّا اسمك،
كأنَّ العمرَ كلَّه
كان مقدّمةً لهذه اللحظة.
تعلمتُ منكِ
أن الحبَّ ليس وعدًا
يُقالُ في الغياب،
بل سكونُ قلبٍ يعرف
طريقه إلى الأمان،
وأنّ العشقَ لا
يُقاسُ بما نملك،
بل بما نهبُه دون
خوفٍ أو حساب.
يا مَن صرتِ بوصلتي،
ومراسيَ قلبي،
أنتِ وجهتي حين يضيعُ
الاتجاه،
وصمتي الذي يُنصتُ
للحياةِ فيكِ.
إن كان ما مضى
انتظارًا لكِ،
فما يأتي بعدكِ
هو الخلودُ في ظلّ
عينيكِ،
حيث لا يبدأ الوقتُ…
ولا ينتهي




