هايكوبقلم: أحمد العكش

 




خارجَ السِّربِ

مَوجةٌ تَهْرُبُ مِنَ البَحرِ،

لِتُعانِقَ الشّاطِئَ.


خارجَ السِّربِ

عَلى سِلكِ الكَهرباءِ،

يُغَرِّدُ العُصفورُ وَحيدًا.


خارجَ السِّربِ

ظِلُّ الشَّمسِ عَلى الجِبالِ،

غُروبٌ رَماديٌّ.


خارجَ السِّربِ

عَلى رُقعَةِ الشَّطرَنجِ،

المَلِكُ يَحْتَمي بِالجُنديِّ.


خارجَ السِّربِ

أوراقُ الخَريفِ في مَهَبِّ الرِّيحِ،

يَموتُ الحُلمُ.


خارجَ السِّربِ

طُيورٌ مُهاجِرَةٌ،وَحْدَهُ الصَّيّادُ

 يَتَمَسَّكُ بِالبَحرِ.


..احمد العكش..


حين يُغادِرُ من لا يُغادِر بقلم: سعيد ابراهيم زعلوك

 




حين يُغادِرُ من لا يُغادِر

كأنكَ لم تكنْ شخصًا... بل الوطنُ

كأنكَ الوقتُ في عيني، إذا سَكَنُوا، سَكَنْ

غادرتَ... لكنَّ الدروبَ التي مَشَيتَ بها

ما زالت تحفظُ وقعَكَ في الشَّجنْ

أنا لا أحنُّ إليك... بل أحنُّ بي

كما كُنتُ حين ينامُ صوتُك في الأذَنْْ

تُراني نجوتُ منك؟ أم كنتَ النّجاةَ، فحينَ

مضيتَ، تكسّرت الأيامُ في زَمَنْ؟

كأنكَ الماءُ... ما إن جَفَّ نبعُكَ عن يدي

حتى تفتّتَ داخلي نبضٌ ولم يُعلَنْ

لا أحدٌ يُخبرُ الغيابَ أن يُؤجّل

ولا الزمانُ يعيدُ مَن لا يُستَعادُ ولا يُدَنْ

لكنني أراكَ في الأشياءِ كلّها

في كوبِ شايٍ، في النوافذِ، في الدُّمى، في الوَهنْ

وتُبكيني الأغاني القديمةُ دون أن

أعرف لِمَ الدمعُ يسبقُني... ويَسكنُ في العَينْ

هل أنتَ راضٍ الآن عن وحدتي؟

أم أنَّ صمتَكَ أيضًا... يشتاقُ لو يُؤتمن؟

إن عدتَ، لا تَعتذرْ عن الوقتِ الذي فَاتَ

فالحنينُ لا يُحاسبُ مَن سَكَنْ

عدْ كالغريبِ الذي نَسِيَ اسمهُ في الدُّجى

وعادَ يبحثُ عن ضلوعٍ لا تَخونُ ولا تُهَنْ

سعيد إبراهيم زعلوك


(قصائد الرجع ..) بقلم: مهدي مصطفى

 




 (قصائد الرجع ..)

والرجع هنا ليس بالصدى، بل هو المطر الثقيل..من( والسماء

ذات الرجع )..

قصائد مكتوبة قبل 45عاما بقليل.. في بصرة العراق الفيحاء

-1-

هذا سلامُ القلبِ والمنازلِ المغلّقةْ

هذا سلامُ الجسدِ المرتدّْ

أبحثُ عن هوىً وعن قصيدةْ

أَهُزُّ فى دمي جيادَها

أراقبُ الشمسَ على شواطئِ النهَرْ

النهرُ كانَ نيلي

وكنتُ فوقَ ظلِّهِ أُكلِّمُ الوطنْ

تسافرُ العينانَ في عُبّابِهِ

تسافرُ الجيادُ نحو عُشبهِ الأخضرْ

(أبصرُ فوق شاطئٍ)

جميزةَ الأحزانْ

أقولُ هذا حُزنى

علّمنى أن أدخلَ القصيدةْ

ملفّعا بعشبةِ الوطنْ

-2-

(هيّأتُ لك الموضعَ الآمنَ

فاجلسْ)

وإنْ أردتَ أن تنامْ

فهاكَ قلبي فرشةً ممدودةْ

فى الليلِ حين تهجعُ الأشياءْ

ننهضُ من رقادِنا

نمشى إلى منازلِ البريةْ

نغسلُ فى الفضاءِ ثوبَنا المهلهلا

نأكلُ خبزَ اللهِ والبراءةْ

ــ سألتَنى من أينَ؟

ــ أنا ابنُ هذا الشعرِ

إذ يجيءُ من بريةِ الهوى

نطيرُ فى الفضاءِ وحدَنا

كأنٌَنا من نطفةٍ ليس لها رَحِمْ

3

النيلُ كانَ خارجًا من منزلِ الحبيبةْ

رأيتُهُ مُنتصبًا كقامةِ المراعي

يضحكُ أو يُغنّى

تفوحُ منه خمرةٌ ..

رائحةُ الأسرّةِ المُضمّخةْ

يخبُّ مثلَ الثورْ

يُطلقُ صوتَهُ.. "أنا هويت وانتهيت"

ويرتمي تحتَ الفضاءِ

جثةً تعافُها الاطيارْ

-4-

هذا سلامُ النيلِ يا امرأةْ

هذا سلامُ الجسدْ القتيلْ

فأبطئي السيرَ على صباحِنا

وشيّدي المساءْ

منازلا تَسكنُها الدماءْ

فنحن أهلُ الوطنِ القاتلِ والمقتولْ

-5-

بللٌ فى قميصِ الهوى

بللٌ في قميصى أنا

بللٌ فى الدماءْ

الرياحُ التى كشفتْ سرَّها

قالت : الماءُ ملءُ النهَرْ

فذهبْنا إليهِ،

نُحدَّثُهُ عن يمامِ الفصولِ

عنِ الحبِّ إذ نرتديهِ لُباسا

فضاحكنا .. وأمالَ الجسدْ

نحو أقدامِنا

ثم ألقى مواعظَهُ واستراحْ ..

ـ6ـ

"أمل دنقل"

أنتَ الذي علَّمتَنى حكايةَ البكاءْ

بين يديْ حبيبتي فى أولِ الحبِّ الذي أقالني

عن وردةِ الأشياءْ..

هذا طريقُ السفرِ المقسومْ

مشيتُ فيهِ

لم أكن ْوحدى على ذراعِ الريحْ

علّمتَنى كيف تقومُ الروحْ

تنهضُ من مغارةِ الجسدْ

تنهضُ من سريري ...

علّمتَنى أن أهتدي لخطوةِ المصيرِ

البصرة عام ١٩٨٠


هايبون - دورة اليوم بقلم: مصطفى عبدالملك

 




 

هايبون/ دورة اليوم

١) شروق ذهبي

لا حد للجمال الذي يأتي مع الشروق، لتراه باذخاً كذهبٍ خالِص. ياله عند أشعة الشمس الأولى وهي تنسدل بوداعةٍ على السَّفْحِ كالقلائد! كأن السماء خبَّأتْ لونها الحقيقي؛ لِتُشارك في موكب الضوء، حين يترجل عسجده الصافي على هام التلال، وأنتَ تمُدُّ يديك إلى الخارج، وتغمض عينيك لبرهةٍ؛ آمِلاً أن تعود بشيء نفيس؛ فتفتحها فجأة لتجد سِتارها الذهبي قد رُفع من أمامك، وأضحى كل ما دونك دون ما كان.

شروق ذهبي

لا تلبس قلائده سوى

سفوح التلال


على السفح–

ظل يتراجع رويداً

مع أول شعاع

________________


٢) غروب بنفسجي

ها هي الشمس تميل إلى الأفق، تُفلِتُ وجهها على مرآة البحر. كل موجةٍ تَمُور به على طريقتها، وكل طائرٍ يترنح في فضاءٍ يصطبغ لونه بين نارٍ ولازورد. أفق يتنفس أرجوانه، وشفق ينطوي في جبة الليل، ليحِل السكون شيئاً فشيئا، نصغي من خلاله أن الغروب ليس وداعاً أخير، بل انحناءة ضوءٍ تعِبَ بعد جهد يومٍ مرّ في خدمتنا. وهكذا يمر الليل بأمل ظل يقول لنا بصمت إن النهاية ليست إلاّ وجهاً آخر للبداية.


دلوك الشمس–

طيور يتبدل لونها

بين نار وماء


غروب بنفسجي—

في جناح طائرٍ عائدٍ

تختبئ الشمس


مصطفى عبدالملك الصميدي

اليمن


صلوا على طه. 💖 بقلم: أحمد عبد الحي

 





 صلوا على طه. 💖

عصيت من الأوامر" لا تقوموا"

وقولوا عبد رب في الحياة

تسود ملوكها عجم وعرب

تعظمهم اذا ترجو النجاة

و يصعب ان يراك الحر دوما

فتلهيه عن الأمر الجباه

ومن فرط المهابة كان فرضا

كما فرضت على العبد الصلاة

يقوم مهابة

من فرط عشق

وتجبره على السير خطاه

فحسبك سيدي

إن قلت سمعا

وحسبي أن وقفت في حماه

لقد صلت جموع الناس

كرما

فكيف جلست إن فرضت صلاه

أنادي عند طه إليك شوقا

فإن حبس البقيع من بغاه

يظل الشعر يلهمني قطوفي

اذا صلى اللسان على هداه

فيا عجبا اذا قد قلت شعرا

على درب النساء وقد نهاه

لأني قد شكوت سعاد يوما

وقد بانت ببنيان الفلاة

ولو بانت مثل اليوم عذرا

لما جمعت من الشعر رضاه

أنا المغبون في عشق و شوق

فكيف اذا شكوت إلى الإله

لألهمني هدى المحبوب يوما

ومثلك يا محمد قد كفاه

فصلوا على طه بملء فم

تعطر رزقكم تلك الصلاه


أحمد عبد الحي 

Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات