هايكو الفصول بقلم: راتب كوبايا

 




هايكو الفصول
…………………
1
خشخشة أوراق-
بباكورة تشرين ..زاهية؛
ألوان الخريف !
..
2
تشرين الأول -
بالجوري المتجدد
صيف ثاني 🌷
..
3
مقعد الرصيف
قطرات المطر الراكدة
خير جليس
..
4
تتمزق اليرقة  -
على خد الوردة
تحط فراشة
..
5
من قلب الماء
راكب الأمواج..
يقتحم الهدير
..
6
بياض الربيع ~
ينبثق من أغصان الشجرة 
زهور التفاح
..
7
 زمجرة الريح،
سيلفي المجموعة
بدون صدى!
..
8
مطر ربيعي
يتلاشى الماء بالماء
بحيرة أونتاريو
..
9
شتاء آخر~
على ابواب الربيع؛
يطرق الثلج!
..
10
الشواطئ المنعزلة
تنشر النوارس المذعورة
ضجيج الرياح
..
11
شتاء آخر~
على ابواب الربيع؛
يطرق الثلج!
..
12
تكسرت الأغصان
على الأغصان..
لا يزال الثلج جاثماً!
راتب كوبايا 🍁كندا


القصيدة الرابعة تنداري -4 بقلم: مهدي مصطفى

 




القصيدة الرابعة

تنداري 4

أو كان هامشياً فى مدينة هامشية

هل نهاياتُها أشْرقتْ؟

قدمانِ تخوضانِ فى لجّةٍ مّا،

وعينانِ تخترقانِ وراءَ الوراءِ،

وضوءٌ يمرُّ على هيئة الجرح.

رائحةٌ تغمرُ الليلَ، ثَمَّ براحٌ يشيخُ،

ويغفو على عتباتٍ، ستُفضى إلى

خطوةٍ ما، وذاكرةٍ خرِبَةْ!!

هل نهاياتُها أشْرقّتْ؟

قادَ أسئلةً،

ومضى يتلمّسُ بين المفازاتِ أسلافهَا،

لم تكنْ غيرَ رائحةِ النزفِ،

بينَ العناكب،

أحجارُها شبهُ حلمٍ قديمٍ،

يكرّر أحداثهُ:

المشاعلُ خارجةٌ كالتماثيلِ،

من ندم داكنٍ،

مطرٌ هامشىٌّ يرخُّ،

بعيداً،

وراءَ بيوتٍ،

سأصبحُ أبوابَها بعدَ ليلٍ،

بشرٌ،

يبدءونَ الغناءَ،

ورائحةُ الطلقِ تدنو.

نساءٌ صَرَخْنَ:

توهّجْ على دَرَجِ النّارِ،

كُنْ بَدْءَ مَنْ سيكَونُ السلالةَ،

فى جسدٍ تتدفّقُ فيهِ الحروبُ،

وتأتى إليه البلادُ الغوامضُ،

تنصبُ رقصتها فى مهبّ الرياحْ،

صَرخْنَ طويلاً:

أيّها الموتُ جئتَ دماً،

يتسرّبُ من جسدين إلى ومضةٍ،

ستكونُ البداية تحبو إلى بلدٍ ميّتٍ

فى طريقٍ،

فّكُنْ سرَّ أشجارِهِ،

ونوافذَ أسوارِهِ،

وسراجَ تواريخِهِ،

فى كهوف مبلّلةٍ بالظلامِ

بدايةَ مَنْ سيعرّى الفضاء،

ويكتبُ فوقَ المياه،

صرَخْنَ، تلاشينَ،

لم يبقَ غيرُ القماطِ الذى تحتَهُ

شبحٌ غارقُ، ورمادٌ يغطّى وجوهاً،

ستهربُ حمراءَ، زرقاءَ، سوداءَ،

حائلةً من معاركَ ما،

فصحا طائُر الوحشةِ العارمةْ....

اقتربْ خطواتُهُ من دَمِهِ،

كان هناكَ جسدٌ،

مبلّلاً يخرجُ من بحيرةٍ،

يعومُ فيها قمرٌ،

يلتصّ تاريخاً قديماً،

فيرى تاريخَهُ القادمَ،

بيتاً، دار فيه دورةً مبهمةً،

واغتسلَ النسيانُ فيه..!

كيف تبدأُ الرحى..؟

ثّمَّ نَجمانِ يمارسان حبّاً،

قبلما تصحو البحيرََةُ التى

تساقطتْ من لحظةٍ هاربةٍ،

فاقتربت خطواتُهُ من دمِهِ،

تناسلَ الخوفُ مع البحيرة التى

تلاصقتْ وحزَنهُ،

ففحّتِ المياهُ،

شفّتِ الرغبةُ عن نيرانِها،

فامتزجَ الجسمان فى قوسِ قزحْ...

صحا طائرُ الرغبة العارِمةْ

رأى دَمَهُ شبحاً،

حاضناً شبحاً،

لابساً زمناً،

يتوهّجُ فى دفقةٍ عاريةْ،

ثمَّ سرابانِ التقيا!!

عَرفتْ بوحَ نداهُ اقتربتْ،

نزعَ الشجرَ العالق فى سرّتُها،

أبصرَ كهفاً مجروحاً،

فى الكهفِ سلالاتٌ ميّتةٌ

وبقايا لبلادٍ، وزهوُرٌ صماءُ تغنّى،

فالتصقا،

أنفاسهما شجرُ يتكلم،

فانتبها،

وانحنيا،

يلتقطانِ بذورِ الندمِ...،

ثَمَّ سرابانِ التقيا

فصحا طائرُ الوحشةِ العارمة

هل نهاياتُها أشرقتْ...


القصيدة الثالثة تنداري -3 بقلم : مهدي مصطفى

 





* القصيدة الثالثة

تنداري 3 

أوسيرة المنسى

لم يَعُدْ ثَمَّ جسدْ

يحملُ الروحَ التى تَنأى عن الجدرانِ،

عن رائحةٍ فى البيتِ،

كان السورُ، والمرأةُ،

والسور هو الميراثُ،

هل كانَ طريقاً حجرياً...؟

أينما تعرفْ تَمُتْ!

قالتِ المرأةُ:

كان العشبُ خبزاً لوْنَ أسمائى،

وكان الحُزْنُ حطّاياً،

مضينا بيننا نافذةٌ،

فى ليلةٍ جاء قتيلٌ،

كفُّةُ مملوءةٌ بالطينِ،

صرنا نعرفُ الميراثَ،

لم ننسجْ له إلا حقولَ الروحِ،

قلنا: أينما تنهضْ مراعٍ مّا سنأتى!!

... على رصيفٍ مّا،

قطاراتٌ،

أساطيرٌ،

ـ هل انتظرتَ ..؟

ـ كان الطفلُ شاخصاً أمامَ النورِ..؟

ـ هل فتحت بابَهُ..؟

ـ رأيتُ السورَ محنياً عليهِ،

حينما اقتربُ صارَ جسمُهُ مسيرةَ الأسلافِ،

ـ كيف أدخل الجرجَ إذنْ..؟

ـ سأجبلُ الطين الذى يمشى عليهِ،

والذى أمشى عليهِ، ثَمَّ بيتُ،

أبيضَ الأحفاَد،

ـ لكنَّ الخُطَا مُنذ الصباحِ كيفَ أمحوها؟

وأعوامىَ التى تركتُها فى بئرِها الأولى

ستصحو..؟

ليكنْ!

سأطرقُ البابَ التى يعبرُ منها الميتونَ،

ألِجُ السؤالَ من عينيهِ،

سوفَ أنزعُ المدينةَ الأخرى،

وليكنْ

دمى فضاءهُ...

يا رقصةَ المطرِ

فليدخلِ البيتُ من أبوابِهِ السبعةْ

نهراً له ألفُ سرٍ حاملاً رأسَهْ.

ـ أينَ الصبىُّ؟

يمرُ الآنَ قربَ نهايةِ الضحى وجِلاً،

تبصُّ رائحةُ البيوتِ،

أينَ الذى كان الصبىَّ؟

أخيراً صار مسوراً،

له نوافذُ لا يراها،

نصفُ منسيةٍ،

وسوفَ يُقضى إلى رحىً تدورُ،

إذنْ!

لابدَّ من رقصةٍ أخرى لأعرفَ،

أين كنتُ،

فى الرقصةِ الأولى،

وأمحو خطاىَ من سلالمَ مّا..!؟

- يالحظّكِ يا أمُّ،

كيفَ وصلتِ هناكَ،

وكفُّكِ مملوءةٌ بالخرافاتِ،

والبابُ موصدةٌ..؟

- كان الوقتُ قمحاً،

يتجّولُ فى غسقٍ مّا،

أسماكٌ ترقصُ والأعشابَ،

فوقَ ظلهِ المعكوسِ فى مياهٍ،

قدما الغامض حافيتانِ،

ويداهُ شِبهُ جريدتينِ، يابستينِ،

خلفَهُ مدنٌ من بكاءٍ،

وكانتِ الجنازاتُ سرَّها..،

وكنتُ:

1ـ كهفَ الأسرارِ

2ـ حرارة الجِماعِ

3ـ خزانةَ الأطفالِ

4ـ قناديلَ البيوتِ

5ـ خُسرانَ الطريقِ

فكتبتُ في كفيَّ:

كلما تتجّولُ أبعدَ من دفقةٍ البِدْءِ،

أقربَ من غسق مّا،

سياجٌ يشدُّ الطريقَ من القدمينِ

إلى البيتِ،

والبيتُ كان سحيقاً،

هناكَ عجوزٌ تلمُّ الخُطا،

تنحنى قربّ شيخوخةٍ،

فى رداءٍ ممزّقةٍ،

رجلٌ من رُعاةِ العناكبِ،

يعدو وراءَ سؤالْ...!

- إذنْ!

فى الأفقِ كوةٌ،

سأدخلُ منها،

أرى أيامى أسراراً،

ترتدى أسمالاً،

أجلسُ برهةً،

أنظرُ ورائى،

ألمُّ الأشياءَ التى أعرفُها،

لماذا انفجرّ الأفقُ حينما أبصّرنى

أجرُّ سلالم الأسلاف...؟

- يادَرَجَاً حجريّاً،

سُدّ كوى الذاكرةِ الأولى،

إن الأسلافَ يمرونَ الليلةَ فى كلماتٍ،

يختبئونَ وراءَ قميصِكَ،

تبصرُهم شبحاً شحباً وتنامْ..

- يالحظّكِ يا أمُّ،

كيفَ وصلتِ هناكَ،

وكفُّكِ مملوءةٌ بالخرافاتِ،

والبابُ موصدةٌ...؟

- فى صباحٍ سيأتى،

رأيتُ على العتباتِ،

بقايات نهارٍ،

ورأساً بلا جسدٍ،

نصفُهُ داخلَ الهاويةْ،

نصُهُ خارجَ الهاويةِ،

طائرينِ يتيمينِ،

عَينىْ سؤالٍ تلوحانِ،

بعدَ حنينٍ،

سيأتونَ من خلفِ أحزانِهم،

حاملينَ معاولهم،

كلما اقتربوا،

أَخْتفى،

فإذا تَعبُوا، يلجُونَ حكاياتِهم...

عن قميصٍ يدلُّ على دَرَجٍ،

سوفَ يُنهى الطريقَ إلىَّ،

ولكنَّهم يمرونَ مثلَ الخرافاتِ،

أجسادُهم مُدُنٌ،

شِبهُ غارقةٍ فى ظلالٍ،

ولن يبصرُونى!

عَبرَتْ تنداري ضحاها،

شبابيكُها ظهيرةُ حربٍ،

أبوابُها نصفُ منسيةٍ،

وأسماؤها قربَ ليلةٍ تختفى

والظلامُ يفتحُ أسرارَها،

فتبصرُ قتلاها

قاتليها،

وراء السور الذى سوفَ يُمْحى..!

اللحظةَ الأولى خرجتُ،

رأيتُ صرختَها شتاءً آتياً،

فصحوتُ،

أهلاً،

- مَنْ؟

أخيراً ظلّى المعقوفُ!

- كيف دخلتَ؟

- من بابٍ مُضّرجةٍ بوجهٍ ميّتٍ!

- هل أنَت ليلُ نبيّها،

أين الفراشاتُ التى قبلّتُها،

فَتَساقطَ التاريخُ من جرحٍ سيأتى؟

- إننى أصحو أرانى لحظةً مقلوبةً،

ونهايةً عمياءَ،

- هل تصطادُ شُبَّاكاً من الجدرانِ

أم أرضاً تُسيّجُها زهورُ الرغبةِ الأولى،

خطا الموتى على دَرَجِ الظلامِ،

عواءُ نافدتينِ شاردتينِ من بئر السؤالْ..؟

- الدّفقَةَ الأخرى حللتُ،

عرفتُ أنَّ سلالة الأشباحِ،

شهوةُ عاشقينِ،

يسميانِ الأرضَ والقتلى،

رأيتُ السرَّ فى جسدِ الطريقِ،

نجوتُ فى أسوارِه،

لكنَنى فى ميتتى سمّيتُهُ إسماً،

وكان الوحلُ يتبعُنى،

أحدّقُ أبصرُ الأغوارَ أينَ الخطوةُ الأولى؟

- تنقّبُ فى دمها عن صِبا،

عن ظهيرةِ حلمٍ، فليتصقانِ،

تحدّقُ فى جسمِهَا البضّ،

تبصر أجنحةَ الطين مرميّيةً،

وعلى سلم الريحِ،

تَهرُمُ أمطارُها،

فتعِنُّ نوافذُ شيخوخةِ الليلِ،

والعُنفُ يأتى،

- آه تندارىَ العابرةْ،

طينتى أخذتْنى إلى حانةٍ،

بدنى كان يمشى أمامى،

نصفَ موتٍ ونصفَ حنينٍ،

يمران فى جسدٍ عابرٍ،

يالحظّك يا أمُّ،

كيفَ وصلتِ هناكَ،

وكفُّك مملوءةٌ بالخرافاتِ،

والبابُ موصدةٌ...؟


القصيدة الثانية تنداري -2 بقلم: مهدي مصطفى

 





 القصيدة الثانية

تندارى 2

أو سيرة الاعتراف

فى فضاءِ الموتِ تَمْشى،

كصباح شاحبٍ،

عابرةً بينَ جبال من ظلامٍ،

دَخَلَتْ بقايا مطرٍ فى غرفٍ تبكى،

وكانَ الصمتُ أشباحاً

ولم يبقَ من الماضى سِواهَا

تتسلّلُ من التاريخِ،

تصيدُ الحنينَ من العواصفِ،

تَنامُ قربَ رنين المعبد المجروحِ،

تَسّاقطُ الأجراسُ،

تلمُّ أسمالَها،

وتنهضُ عاريةً من الأيامِ،

- لا أيامَ لها لا تاريخَ

يَعضُّ الفضاءُ جبينَها،

يغرسُ، فى تجاعيد وجهها،

مُدى،

تُذْبَحُ الزغاريدُ من حلمها

تتداعى،

ويداها ممسكتانِ بشباكِ الأفولِ، ..

.. ترى النهاراتِ نائمةً،

على صافراتِ الفُلْكِ،

والليالىَ جُثَثَاً مرميّةً

على دَرَجِ الظلامِ،

وزبدَ الموجِ أسئلةً،

تُلَوّحُ بالوداعِ..

فتحبو على ركبتيها،

تجمعُ ما تَنَاثرَ منها،

ما تناثر فيها، ...!!

رائحةُ الخوفِ،

وجهُ البخور،

نهاراتُ العُشَّاقِ،

جلالُ الموتِ،

انفجارُ الحياةِ،

بيارقُها فى الحروبِ،

غناؤها فى الأمانِ

أنهارُها،

صحراؤها،

وَحْلُها,

وبياضُ الأُفْقِ،

قاتلوها،

وقتلاها،

فلا تُمسكُ غيرَ زوالٍ...

وسوِاها..

يتناسلُ الغيابُ فى جسمها،

تنزفُ أعضاءَها،

تُلوّح للطوفانِ أن يبقى قليلاً،

يُبَلّلُ جرحَها بموسيقى الرمادِ،

فيعلو الموجُ ثَمِلاً بالفناءِ،

تسكبُ بين فخذيها صرخةً،

تدخلُ ذاكرةً عمياءْ..

تفرحُ أنْ وَجَدَتْ ذاكرةً بكراً،

فتسوّى حُلُمَاً وثريات،

ونقوشاً ومعابدَ، وحقولاً،

ومحبينَ، وأنواراً ترقصُ تحت الماءِ،

وأبواباً تدخلُ منها الأشجار حدائقَ،

فتدوّنُ تاريخاً،

وتفسّرُ كيفَ تكونُ مسيْرتُهُ..

تُبصرُ صوتاً أبيضَ،

ودبيب خُطىً،

تتقاربُ،

تتغايرُ،

تتدانى،

تتقاصى،

- صَرَخَتْ: هل أحْلُمْ..؟

لا...

هو ذا الوجهُ الغابرُ يأتى،

يفتحُ مشكاةَ الروحِ،

يحطُّ على شباك الشجر الآفل..

هل أَحَلُمْ..؟

تتغايرُ خطواتُ الأصواتِ..

أراها خلفَ ورائى وأمامى،

أتمايل فى الريح،

أشدُّ كهوفاً من جسدِ العتمةِ،

تدخلُها أرحامُ السنواتِ،

أرانى أبعدَ منى،

ومزنّرةً بى، عشرُ نجيماتٍ سُوْدْ...

هُنا أو هُناكَ،

قِبابى مضمّخةٌ بالسقوطِ،

وأشباحُها تتراقصُ فوقَ نوافذها،

شجرى يترمّلُ،

أسماؤه تَمّحى،

مطرى هاربٌ،

دمى كان باباً دخلتُ..!!

"أنا" باحةُ الوقت،

كوكبُ الصمتِ كيف حَلَلْتُ..؟

والسماواتُ أمٌّ تتجّولُ فى أحلامى،

كيفَ أسقطُ الآنَ فى الزوايا ميتةً،

لحظةً فى إِثرِ لحظة

غيرَ أنَّ روحى تقوم،

تركضُ فى مزِقىْ نجوماً..!؟

فألُّمنى من شهقةٍ فى زهرةٍ،

وشوارعٍ هَرِمَتْ،

وصبوةِ عاشقينِ،

ألُّمنى..

أأنا التى..؟

غسقٌ ينامُ على يديها،

يشتهى جسدى،

يضاجعُ ما تبقّى من جنونى..؟

تناثَر كلُّ شىءٍ،

لم يبقَ منى سواىَ،

كرصاصةٍ لا تنطلقُ ولا تموتُ،

رصاصةٌ فى جعبة المحارب،

المحاربُ الذى محا من خندقِهِ

وراءَ الرملِ، أسماءَ حبيبتِهِ،

وتزوجَ انتظارَ الموتْ...!

واقفةٌ بينَ يديكَ يا بحرُ،

وَثمَّ عاشقٌ يدحرجُ صمتَةُ،

يرمى المدائنَ فى الفَناءْ..

ربما حنَّ إليها،

فى صباحاتٍ قديمة.

ومشى فى الشارعِ الليلى يبكى عاشقيها،

هل لها فى قمرِ الحانةِ عشاقٌ وموتى؟

بينما الحانةُ تنسى كأسَها بين مرايا

الليلِ، أجراساً من النزفٍ،

وأجراساً من الخوفٍ،

نَمَتْ عيناهُ كأسينِ من الصمتِ،

جوادينِ يسيران إلى جمر السؤالْ،

لحظةً فى سنواتٍ غابراتٍ،

رَقَصتْ فوقَ الرمادْ.

أنْحنى للرياحِ،

أحشو جراحىَ خرَقاً،

من رُعب التاريخِ،

وأرقصُ فى شبقِ تحتَ بناياتى،

أُزايلُ أبوابى،

أراها تتطايرُ، وتغلّقُ

تتطايرُ، وتُرشقُ فى الغيم،

أخلّفُ وَجْهَ حنينى،

أصبحُ والموتى بينَ الحوائطِ،

نرقصُ النهاياتْ..

البداياتُ تئنُّ

النهاياتُ ترنُّ

وأنا بينهما خيطٌ،

من المنفى أعِنُّ..

حينما تعبتُ،

قعدتُ تحتَ ظلّ حائطٍ مُرْتبكٍ،

لمحتُ نقطةً بيضاءَ،

تبينُ وتختفى،

خلفَ ساحلٍ أسود،

عصبتُ رأسى بيدىَّ،

حدَقتُ رأيتُنى،

أبينُ وأختفى

فقطعتُ ما بينى وبينى،

وبدأت فى محو ذاكرتى!

1ـ تَنْدْارى،

اسمٌ له رائحةُ الوحلِ

والياضِ،

يمضى يظلّلُهُ الصمتُ والرمادْ..

2ـ يكبرُ الندمُ الذى جاءَ صغيراً,.

3ـ الشوارع التى كانت بينَ...،

والمنفى والحقولِ،

انزوت فى زقاقٍ معتمٍ،

لذا جاءها الطوفانْ،

4ـ العرافُ والكاهنُ والحاكمُ،

يرسمونَ الجباناتْ.

5ـ الذى جاء لم يدخلِ المدينةَ،

وظلَّ معلقاً فوق أسوارِها.

6ـ المرأةُ التى أكلتْ من الشجرةِ،

لم تلد.

7ـ القوانينُ والعلمُ،

ذهبا،

يتنزهان فى حدائقِ العساكرْ.

8ـ ها أنا،

أبدأُ فى الأفولِ،

واسمى يلوّحُ بالوداعْ

آخرَ الرغبة أمّحى،

أتذكرُ مرمرىَ القديمَ،

قبابىَ،

نقوشىَ،

جبالَ الليالىْ،

النهاراتِ الميّتةَ،

رغبتى فى الجنسِ،

لصوصى، وحُكّامى،

خُرافاتى،

اغتصابَ أعضائى،

رائحةَ البردِ،

أتذكّرُ، وأشربُ من ثدى الوداعِ،

الوداعّ. وألوّحُ للبحرِ أنْ يسمعَ خُطى دمى!


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات