القصيدة الرابعة
تنداري 4
أو كان هامشياً فى
مدينة هامشية
هل نهاياتُها
أشْرقتْ؟
قدمانِ تخوضانِ فى
لجّةٍ مّا،
وعينانِ تخترقانِ
وراءَ الوراءِ،
وضوءٌ يمرُّ على هيئة
الجرح.
رائحةٌ تغمرُ الليلَ،
ثَمَّ براحٌ يشيخُ،
ويغفو على عتباتٍ،
ستُفضى إلى
خطوةٍ ما، وذاكرةٍ
خرِبَةْ!!
هل نهاياتُها
أشْرقّتْ؟
قادَ أسئلةً،
ومضى يتلمّسُ بين
المفازاتِ أسلافهَا،
لم تكنْ غيرَ رائحةِ
النزفِ،
بينَ العناكب،
أحجارُها شبهُ حلمٍ
قديمٍ،
يكرّر أحداثهُ:
المشاعلُ خارجةٌ
كالتماثيلِ،
من ندم داكنٍ،
مطرٌ هامشىٌّ يرخُّ،
بعيداً،
وراءَ بيوتٍ،
سأصبحُ أبوابَها بعدَ
ليلٍ،
بشرٌ،
يبدءونَ الغناءَ،
ورائحةُ الطلقِ تدنو.
نساءٌ صَرَخْنَ:
توهّجْ على دَرَجِ
النّارِ،
كُنْ بَدْءَ مَنْ
سيكَونُ السلالةَ،
فى جسدٍ تتدفّقُ فيهِ
الحروبُ،
وتأتى إليه البلادُ
الغوامضُ،
تنصبُ رقصتها فى مهبّ
الرياحْ،
صَرخْنَ طويلاً:
أيّها الموتُ جئتَ
دماً،
يتسرّبُ من جسدين إلى
ومضةٍ،
ستكونُ البداية تحبو
إلى بلدٍ ميّتٍ
فى طريقٍ،
فّكُنْ سرَّ أشجارِهِ،
ونوافذَ أسوارِهِ،
وسراجَ تواريخِهِ،
فى كهوف مبلّلةٍ
بالظلامِ
بدايةَ مَنْ سيعرّى
الفضاء،
ويكتبُ فوقَ المياه،
صرَخْنَ، تلاشينَ،
لم يبقَ غيرُ القماطِ
الذى تحتَهُ
شبحٌ غارقُ، ورمادٌ
يغطّى وجوهاً،
ستهربُ حمراءَ،
زرقاءَ، سوداءَ،
حائلةً من معاركَ ما،
فصحا طائُر الوحشةِ
العارمةْ....
اقتربْ خطواتُهُ من
دَمِهِ،
كان هناكَ جسدٌ،
مبلّلاً يخرجُ من
بحيرةٍ،
يعومُ فيها قمرٌ،
يلتصّ تاريخاً
قديماً،
فيرى تاريخَهُ
القادمَ،
بيتاً، دار فيه دورةً
مبهمةً،
واغتسلَ النسيانُ
فيه..!
كيف تبدأُ الرحى..؟
ثّمَّ نَجمانِ
يمارسان حبّاً،
قبلما تصحو
البحيرََةُ التى
تساقطتْ من لحظةٍ
هاربةٍ،
فاقتربت خطواتُهُ من
دمِهِ،
تناسلَ الخوفُ مع
البحيرة التى
تلاصقتْ وحزَنهُ،
ففحّتِ المياهُ،
شفّتِ الرغبةُ عن
نيرانِها،
فامتزجَ الجسمان فى
قوسِ قزحْ...
صحا طائرُ الرغبة
العارِمةْ
رأى دَمَهُ شبحاً،
حاضناً شبحاً،
لابساً زمناً،
يتوهّجُ فى دفقةٍ
عاريةْ،
ثمَّ سرابانِ
التقيا!!
عَرفتْ بوحَ نداهُ
اقتربتْ،
نزعَ الشجرَ العالق
فى سرّتُها،
أبصرَ كهفاً مجروحاً،
فى الكهفِ سلالاتٌ
ميّتةٌ
وبقايا لبلادٍ،
وزهوُرٌ صماءُ تغنّى،
فالتصقا،
أنفاسهما شجرُ يتكلم،
فانتبها،
وانحنيا،
يلتقطانِ بذورِ
الندمِ...،
ثَمَّ سرابانِ التقيا
فصحا طائرُ الوحشةِ
العارمة
هل نهاياتُها
أشرقتْ...




