قارئة الكف
تحذرني من سوء حظي
وتنصحني بأكبر الزلاّت.
داخل أكمامها
جويريات بالمجان
توزع البسمات.
كلب الجارة
على ديكها يتغذى
ويهضم
الوجبة بعشبة الزقوم.
العربي محيبي
حكايا الضاد في محراب الجنون، همسات ورؤى نقدية، تمردات ريشة وبقع ألوان، فلنتوحد حد أقاصي الملكوت
قارئة الكف
تحذرني من سوء حظي
وتنصحني بأكبر الزلاّت.
داخل أكمامها
جويريات بالمجان
توزع البسمات.
كلب الجارة
على ديكها يتغذى
ويهضم
الوجبة بعشبة الزقوم.
العربي محيبي
من مجموعتي الشعرية
//شمس الهجير //
النشر: دار ديوان
العرب للنشر والتوزيع)
بور سعيد _مصر_
تدقيق لغوي: نجاح
العالم السرطاوي
تصميم الغلاف: محمد
وجيه
المقدمة: الناقد
العراقي الأستاذ عدي العبادي
(الطبعة الأولى:2019
فاكهة الرمل***
كانت،
تستريح
تحت
نكهة ظل.
تعيد
قراءة الأسماء.
تسطر
الشغف
المرسوم
على الحروف.
تنشد
زغردة
لحن الولادة.
تسافر
مع الغيم؛
حين
تبحث
عن الفجر.
وعلى عروق الضباب
تسأل
عن الشمس!
تعانق
غيث السؤال؟!
مالت
عن أغراس
الليل
سدى؛
لتكشف
عن غشاوة الطريق.
نطقت
بساحل الأفواه،
والبحر ليل
وخمرة المشارف
ظمأ!
ذ بياض أحمد المغرب
نصوص هايكو
زهر الفُل
سيكون شعري حين يشيب
ذو شذا!
___
أشجار الكافور
هل لأنكِ عقيمة
أعطيتِ أمومتكِ
للطيور!
___
البحر يقهقه
ريش يمامة تتمايل على
الماء
من يكون الغريق!
___
في الحديقة
الإضاءة خافتة ليلًا
المكان يتلألأ
بالقُبل!
___
أوراق الصبار
ينفر منها الجميع
لا قارئ لها!
___
كفى ثرثرة
قل زهرة توليب
وأمضي!
___
نسيم الصباح
لوهلة، ريش حمامة
يُربت على قطة!
___
اكتمال القمر
يسأل الولد أباه
أين أختفى شَعرك!
___
عاشقان
تعانق الشمس البحر
وقت الغروب!
___
يحرس البُن
يَسقي البُن وروحي
أبي!
______
أنور الأغبري
اليمن
حين يكتبني الحب
أشتاق للحنين الباذخ
لكل حرف أكتبه أضمه
للمفاصل
أسرد بملامح كانت
تجاهد بين الصدى
والظلال
عند سدرة البوح
أتوقف عند أنية الورد
عطرك لازال على قميصي
المرهوم
حين يكتبني الحب
أعزف على ناي روحي
واتلافى زمرد الحركات
عندصقيع البرود ريح
سارية
شراع بين القارب
والشوق
حين يكتبني الحب
أتشوق عشقا
واتضور لهفة ياذاك
على وتين القلب
أرسمه على وريدي
ذكراه كادت تشق البوح
وجاريك بين أصابع
القلب المفتون
حين يكتبني الحب
عند مرآة الهوى
رسم على أوراق الحنين
قصيدة ونثرها بين
الظلال
مرآة الحب تجملت
بالورود
عكست الضوء الناري
فرشت الأراضي أحلام
ولازالت أنتظر بين
المسك والزعفران
د . ميسا مدراتي
سورية
قراءة نقدية في لوحة
الفنان التشكيلي لقمان أحمد.
بقلم: محمد حجازي
البُرديني.
مدخل إلى الانطباع:
حين نقف أمام لوحة
الفنان التشكيلي لقمان أحمد، ندرك أننا لا نواجه مجرد عمل بصري، بل عالمًا وجدانيًا
متفجّرًا بالأحاسيس.
اللون عند لقمان ليس
طلاءً يُسكب على السطح، بل صوت داخليٌّ يبوح بما لا يُقال.
فلوحته تنتمي إلى
مدرسة الحرية والانفعال، حيث يتحوّل الماء واللون إلى كائنٍ حيّ ينبض بالعاطفة
والبحث.
إنها ليست لوحة عن
العالم، بل عن النظرة إلى العالم؛ ليست وصفًا للظاهر، بل ترجمة لما يجري في أعماق
الروح.
وفي هذا تكمن
فرادتها: أنها لا تسعى إلى الإقناع البصري بقدر ما تسعى إلى الإشراق الوجداني، إلى
أن تهزّ المتلقي من الداخل.
المشاهد العادي، حين
يقترب منها، لا يحتاج إلى ثقافة نقدية ليفهمها، لأنه يشعر بها قبل أن يفسّرها.
فهي تتحدث بلغة
مشتركة بين جميع البشر: لغة اللون، والدهشة، والحلم.
التكوين واللون:
يبني الفنان لقمان
أحمد لوحته على توازنٍ خفيٍّ بين التناقضات.
الجانب الأيمن تغشاه
ظلال الأزرق والرمادي، حيث العمق والتأمل والسكينة، في حين يتوهّج الجانب الأيسر بالأصفر
والبرتقالي والأحمر، ألوان الحياة والحركة والانبعاث.
بين المنطقتين يمتدّ
جسر من الألوان الممزوجة، كأنه مساحة عبورٍ من الحزن إلى الأمل، أو من الصمت إلى
الكلام.
الألوان عند لقمان
ليست زينة، بل حالة نفسية كاملة.
الأزرق في لوحاته
غالبًا ما يشير إلى الغور الداخلي للذات، بينما الأصفر شمسٌ تتسلّل من وراء
الغيوم، أما الأحمر فهو نبض القلب وسط العاصفة.
ومن خلال هذا التفاعل
اللوني، يخلق الفنان إيقاعًا بصريًا حيًّا يجعل العين لا تستقر، بل تتنقّل في فضاء
اللوحة كما لو كانت تتجوّل داخل حلمٍ مفتوح.
اللون عنده لا يُحدّد
الشكل، بل يُحرّر الروح من قوالبها.
وهنا نلمس نزعة
فلسفية عميقة: فالتجريد عند لقمان ليس هروبًا من الواقع، بل محاولة لفهم جوهره
الأعمق.
الحركة والإيقاع:
تنبض اللوحة بحركةٍ
خفية تذكّر بإيقاع الموسيقى الحرة.
ضربات الفرشاة ليست
عشوائية، بل مُفعمة بالنية الشعورية.
كل تموّجٍ في اللون
هو أثر من نبضة داخلية، وكل انسيابٍ مائيٍّ هو أثر من زفيرٍ عاطفيٍّ عميق.
تتحرك العين بين
الظلال والأنوار كما لو كانت تتتبع إيقاع قصيدةٍ غير مكتوبة.
وهناك، في منتصف
اللوحة، خطوط رقيقة توحي بملامح كائنٍ أو وجهٍ أو طيفٍ أسطوري — لكنها لا تتضح
تمامًا، وكأن الفنان يريدنا أن نكمّلها بخيالنا.
بهذا الغموض الجميل،
يُبقي لقمان الحوار مفتوحًا بين اللوحة والمشاهد؛ فكل عين تراها بشكلٍ مختلف، وكل
روحٍ تقرؤها بمعناها الخاص.
الحركة هنا ليست
مادية، بل وجدانية؛ تتدفق من داخل اللون لا من خارجه.
إنها حركة الروح بين
الغياب والظهور، بين الحلم والحقيقة، بين انفعال اللحظة وبصيرة الزمن.
الرموز والدلالات:
رغم تجريدها، تزخر
لوحات لقمان أحمد بالرموز الضمنية والإشارات الباطنية.
اللون الأصفر المشع
في مركز اللوحة يرمز إلى الروح المضيئة أو شمس الوعي الداخلي، بينما الأزرق الغامق
على الأطراف يوحي بـ الليل أو الذاكرة الغامضة.
أما البقع الحمراء
المتناثرة، فهي نبض الدم والحياة والمشاعر الإنسانية المشتعلة.
هكذا يتحوّل التكوين
إلى خريطة روحية: صراع بين النور والظل، بين الأمل والقلق، بين الصوت والصمت.
لكن هذا الصراع لا
يُنهي نفسه في انتصار طرفٍ على آخر، بل في تعايشٍ جميل بين المتناقضات.
وهنا تكمن فلسفة
لقمان أحمد الجمالية — أنه يرى الجمال في التنافر، والوحدة في الاختلاف، والصفاء
في التداخل.
إنه لا يقدّم رموزًا
مغلقة، بل إشارات مفتوحة تدعو المتلقي إلى التأمل لا إلى التفسير.
لوحته تشبه حلمًا
مشتركًا بين الفنان والعالم، يتبدّل مع كل نظرة ويعيد تعريف نفسه كل مرة.
الانفعال العام
والخاتمة:
تترك لوحة لقمان أحمد
في النفس أثرًا من السكينة الممزوجة بالدهشة.
فيها دفء الضوء
وبرودة التأمل في آنٍ واحد.
الفراغات البيضاء
ليست غيابًا، بل صمتٌ مُضيء يحمل نَفَسًا صوفيًا.
الفنان هنا لا يرسم
مشهدًا من الخارج، بل ينحت لحظة داخلية من الوعي الجمالي.
كل لونٍ هو انفعال،
وكل مسافةٍ بين الألوان هي لحظة تأمل أو تردّد بين الحلم والحقيقة.
إنه يرسم كما يتنفس،
ويكتب باللون ما لا يمكن قوله بالكلمات.
من خلال هذه اللغة
المائية الرهيفة، يقدّم لقمان أحمد فنًّا يتجاوز العين إلى القلب، ويُذكّرنا بأن
الفن ليس موضوعًا للفهم بقدر ما هو تجربة للحسّ والشعور.
فلوحته ليست ترفًا
بصريًا، بل تأملٌ في معنى الوجود الإنساني نفسه، في علاقته بالضوء والماء والزمن
والذاكرة.
وهكذا، تتجلّى تجربة
لقمان أحمد بوصفها رحلة داخلية نحو النور، ورغبة في الإمساك باللحظة الهاربة بين
الفوضى والسكينة.
إنه فنان لا يرسم ما
يراه، بل ما يشعر به حين يرى؛ وهذا ما يجعل أعماله صادقة وعميقة وباقية في
الذاكرة.
✦
بقلم:
محمد حجازي
البُرديني.