"
هلوســات "
وَمِـن بـيتٍ إلى
بـيتٍ مَــشينا
لِآخِـرِ مـا نَـظَمتُ مِـنَ
الـقَصيدِ
وَكـانَ لِـكُلِّ مُـفرَدَةٍ سُــكوتٌ
وإحساسٌ تَـغَلغَلَ في
الــوَريـدِ
كَـطِفلَينِ
الـتَقَينا ، كَـمْ ضَحِكنا
كَـأنّـا قَـد خُـلِـقنا مِـن جَـديـدِ
غَـرِقـنا في بُحورِ
الـشِّعرِ ، ذُبـنا
كَـماءٍ ســالَ مِنْ طَـرفي جَـليدِ
بِــوادٍ غــيرِ ذي زرع
ٍ فَـكُـنَّا
ريــاضـاً ســاحـراً
بِـفَناءِ بِــيْدِ
وأَزهَـرَتِ الــمَشاعِـرُ
عَــابِـقاتٍ
بِـعِطرٍ فـاحَ
مِـن ثَـغرٍ وجِــيدِ
تَـجاهَلنا هُــمومَ الــعُمرِ حـتّى
تَــبَعثَرَ لــيلُنا
كَــنهارِ عــيدِ
وعِـندَ فِـراقِـنا
نَـهَرَتْ دمــوعٌ
على الـوَجْناتِ تـرغَـبُ
بِـالـمَزيدِ
ولكنَّ الــزّمانَ
جَــنَىٰ عـلينا
وَعـادَ الــيَأسُ لِلـقَلبِ الــوَحـيدِ
كَـأنَّ اللَّـيلَ لـمْ يـأنَـسْ لُـــقانـا
فَـظَـلَّ يَـجُرُّ بِـالــصُّبحِ الــعَنيدِ
تلاشىٰ طيفُها في
الـضُّوءِ عـنّي
وعُــدتُ أبــوحُ شــوقاً
لِلـبَعيدِ
كـأنّـي والـوِصـالُ
عـلى خِــصامٍ
عــنـيدٍ ، سَـــرَّهُ ألَــمُ
الـــوَلـيدِ
وليد الحريري الشوالي ..