تانكا بقلم : محمد يوسف فلوح



لهيب الصدر-

وميض جمر تحت الرماد،

  تهزها الريح

ذكريات تتناثر ،

كسقوط أوراق الخريف.

 


أحر من الجمر

تُبحر سفينة الشوق

  ليالي الخريف

  هناك قلب ينتظر

  خلف ضفة الروح

 

عازف الليل بقلم: حسام أحمد

 



عازف الليل~

هل تحتاجُ حزنًا؟

لديَّ ما يفيض.


عازف الليل~

دع الصمت يصرخ،

عيوني مغمضة.


عازف الليل~

دعك من حزني،

غنِّ وصيتي.


عازف الليل~

على صفحات حياتي،

نهرٌ أحمر.


عازف الليل~

لدينا حفلةٌ صاخبة،

اكسر قيثارتك.


عازف الليل~

جمهورٌ بلا وجوه،

دموعٌ سوداء.


حسام أحمد


كيف أحبك؟ بقلم: محمد سعيد



 

كَيفَ أٌحبُّكِ؟

حَاوَلْتُ أَمحُو وجهَكِ مِن ذَاكِرتي

وَحَاولْتُ بالتَّأكيدِ كَبحَ جِماحِي

مزَّقْتُ كلَّ قَصائدِي  ورميْتُها

مِثلَ النَّبِيِّ مُوسى فى الأَلْواحِ

أَنْهيْتُ كلَّ مَشاعِري مِنْ أجْلِك

لِأُريحَ عقلَكِ من كَثْرَةِ الإِلحاحِ

كيفً أُحبُّكِ وقد رسمْتِ مَحبَّتي

دُنيا  من الأَطْلالِ وَ الأَشْباحِ؟؟؟

قدْ كنْتُ يوماً فى حَياتي واثقاً

أَنَّكِ في قَلبِي للأَبد وَسِلاحِي

محمد سعيد

 

بدون تفصيل أحن لعطر أمي، بقلم: عابر عزالدين


 

بدون تفصيل

أحن لعطر أمي

 .....

أشتاق لعناق أمي

...........

وخبز أمي

 ........

أنتفض من البعد والغياب

 وياليت غيابها ينتهي

عودتني أن تنتظرني

 وها أنا على الحنين

لعناقك أقتات

وأتوسد رفاة أشواقك

أحتسي فنجان قهوتي

 بلون عينيك بنها وطيب انفاسك سكرها

وعطرها المثير لجنون طفولتي

...

افتقدك يا أمي

عابر عزالدين


"قهوتي.. وأنتِ" بقلم: زيد رشيد

 



 "قهوتي.. وأنتِ"

 

نصٌّ يقطّر دفئًا بين فنجانين

 

المكان : مقهى قديم

الزمان : صباح شتائي ممطر.

 

ثمّة مقاهٍ لا تُشرب فيها القهوة

بل يُحتسى العمر فيها...

كما وثمة امرأة كلّما تأخّرت

أزهرت الطاولة عطراً

والمقاعد انتظار

**************

إلى التي...

لم تأتِ تمامًا

لكنها جاءت من حيث لا يُتوقّع الحضور...

إلى عطرها الذي سبقها

وظلّها الذي جلس مقابلي

وذكرى غيابها التي ملأت المقهى...

 

"وهكذا..

كُتبت الحكاية،

لا بالحبر، بل بالحنين."

 

وفي ذاتِ الحنين ،

كانا  يتنفسّان من رئةٍ واحدة ،

ويختنقان من وفرة الأمل ..

 

اللهفة؟

كانت كأنها الساعة الأخيرة قبل القيامة ..

 

والمقهى ،

كان شاهدًا على بعثٍ من نوعٍ خاص ..

 

لم يكن لقاءً ،

بل كان نهوضَ جُثَّتين من تحت رماد الذكرى ،

كأنّ كلّ فنجانٍ كانَ قبرًا ،

وكلّ نظرةٍ، ضوءَ نبوءة ..

.

.

.

.

.

بحنينٍ قديم ،

وذات فجرٍ مُبتلٍّ ،

دخل هو إلى المقهى ،

كمن يدخلُ طقوسَ اعترافٍ سرّي ..

 

جلس على الطاولة رقم (سبعة)

ذات الطاولة

التي شهدت على تقلبات قلبه

أكثر من كل نساء المدينة ..

 

أخرج دفتره

ورمى عليه نظراتٍ مليئةً بالخسارات

وكتب أول سطر

"هي التي لم تأتِ ...

لكنها ملأت المقعد المجاور بعطرِها ،

وجلستْ في قهوتي دون استئذان" ..

 

أشعل سيجارته لا ليُدخِّن ،

بل ليشعر أنّ شيئًا يحترق سواه ..

 

كأنّه يحاول أن يتذكّر طعم صوتها ،

أو كيف كانت تمشي كأنّ الأرض تُحبّ خطواتها ..

 

ثم قالت له النادلة ،

وكأنها تقرأ عينيه ،

“أهي التي تنتظرها كل صباح؟”

أومأ دون أن يرد ،

فالأنثى التي يعشقها لا تُذكر باللسان ،

بل تُصلى في القلب ..

 

وفجأةً

فتحت الباب

ودخلت كغيمةٍ نادمةٍ على تأخّر المطر

كأنّها تعتذر من كل لحظةِ قلقٍ نسجها لأجلها ..

 

ابتسمتْ...

وجلستْ...

وكأن العالم اختصر كل جنونه ،

بين فنجانين ونظرتين ..

 

وهنا، بدأت الحكاية تُكتَب بينهما ... بالشعر ..

 

اومأ قائلا ،

 

أبحثُ عنها في فنجاني ،

في ظلّ غيومٍ تتكسّرْ ..

في رائحةِ قهوةِ فجري ،

تتنفّسُ أنثى لا تُنكرْ ..

 

فردت قائله ،

 

قد جئتُ إليكَ بلا موعدْ ،

والشوقُ على وجهي يُسفِرْ ..

في بالي قُبلةُ عينيكَ ،

تُسكتُ نبضي إلى إنْ تَسحرْ ..

 

رد قائلا ،

 

كُنتُ أراكِ على أهدابي ،

ضوءًا من شَمسٍ يتَكسّرْ ..

ويذوبُ الحرفُ إذا جئتِ ،

ويثورُ الحبرُ ليُخَبّرْ ..

 

فقالت ،

 

أنا عطشى .. كزُهورِ النَومِ ،

لقُبلةِ صبحٍ يتفجّرْ ..

إن شئتَ ، أغنّي في صمتكْ ،

وأنامُ على جفنٍ يُسهرْ ..

 

رد بشجن ،

 

تعالي نتركُ هذا الوقتْ ،

ونعودُ لحُلمٍ لا يُكسرْ ..

يدُكِ بيدي .. والكونُ أنا ،

وأنتِ الدفءُ إذا ما أُجهرْ ..

 

فختمت برقةٍ ،

 

أتيتُك لا تسألْ كيف ومتى ،

ولا من أيّ دربٍ أسفَرْ ..

كأنّ المقهى من عينيكْ ،

وكأنّك قهوتي الأجمرْ ..

 

أسهم عينيه بعيدا وهمس

إليكِ —

هذا الدفتر الذي كتبته عنكِ

كأنني أكتب لكِ

وكأنكِ ستقرأين

 

في كلّ صباحٍ يشبهكِ

كنتُ أدخلُ المقهى

كنتُ أبحثُ عنكِ

بين دخان سيجارتي

بين رفّة الستارة حين تمرُّ نسمةٌ لا تحملكِ...

 

لم تكوني هناك،

لكنّكِ كنتِ في كلّ شيء.

وهذه الصفحات...

ليست نصوصًا

بل محاولاتٌ فاشلة

لا أعرف إن كنتُ كتبتُها حقًا،

أم أنها كانت تكتبني بين فواصل الصمت.

 

كانت تجلس في المقعد المقابل

تترك أثر شفتيها على الفنجان،

وتنسى حقيبتها

لم تأتِ يومًا بكامل حضورها،

لكنها جلست في قهوتي دون استئذان،

وتركت لي عطرًا لا يفنى،

ورسالةً مطوية تحت الفنجان:

أنا أيضًا كنتُ أبحث عنك

لكنني خفتُ أن تجدني

 

وما زال النادل لا يمسح الطاولة رقم (٧)...

لأن هناك عاشقًا يعود كلّ صباح،

يشرب قهوته وينتظرها

ويعلم يقينا انها.......

كانت هنا


Featured Post

ماذا بعد؟..بقلم: راتب كوبايا

ثقافات